قام صباح أمس وفد من منطقة العين التعليمية تترأسه نورة الرشيدي نائب مدير المنطقة للتعليم الخاص والنوعي ومجموعة من معلمات مدرسة توام النموذجية الخاصة بالعين ترافقهم "الخليج" الى منزل ذوي الطالبة ميثاء عاطف حسن التي توفيت يوم الثلاثاء الماضي اثر تعرضها لسكتة قلبية أثناء تواجدها في المدرسة وذلك لتقديم واجب العزاء نيابة عن أسرة منطقة العين التعليمية والتخفيف من المصاب الذي ألم بالأسرة جراء فقدها لأحد أبنائها.
عبرت المعلمات عن بالغ أسفهن لما تعرضت له الطالبة ميثاء التي تعتبر من الطالبات المتميزات في المدرسة وذلك لتفوقها العام الماضي في جميع المواد الدراسية الى جانب طبيعتها واسلوبها في التعامل والذي يعكس البيئة التربوية الصالحة التي عملت على تنشئة طالبة ذكية ومؤدبة ومطيعة وأيضا محبوبة من الجميع.
وروت الأم المكلومة تفاصيل الأيام وأيضا الساعات الأخيرة في حياة فلذة كبدها ميثاء التي فارقت الحياة بعد رحلة قصيرة تاركة خلفها ذكريات احتفظت الأسرة بجزء يسير منها بسبب عدم اتساع الذاكرة لها بالرغم من قصر المدة التي عاشتها وباحت ل "الخليج" ببعضها حيث بدأت الأم بعد محاولاتها الواضحة لقمع دموعها ومنعها من التسلل خارج عينيها وذلك بتكرارها لعبارات تذكر نفسها من خلالها بأن لله ما أعطى ولله ما أخذ وتتبعها بحمد لله رب العالمين وشكره، تروي التفاصيل تارة بسرعة وكأنها تخشى أن يسقط بعضها من الذاكرة وتارة أخرى ببطء شديد وكأنها تصارع الدموع خشية تسربها بين الحروف، في اليوم الذي توفيت به ميثاء بعد نقلها من مستشفى العين الحكومي الى مستشفى توام فوجئنا بميثاء تستفيق من حالة الاعياء التي كانت تلازمها منذ دخولها للمستشفى حيث نهضت ميثاء وتجاذبت أطراف الحديث مع والديها واشقائها دون أن يعلم الجميع أنها عادت لحظات لتذهب الى الأبد.
وأضافت لقد أبلغتني خلال ذلك بأنها مفارقة حيث قالت لي (يا أمي كان عندك أربع جرار والآن سقطت واحدة منها) لم أستوعب عندها ما قالته ربما لأنني أبيت أن أصدق ما قالته ورفضت مجرد قبول فكرة رحيلها.
وتابعت الأم بعد لحظات صمت عمت المكان وكأنه اسلوب عبر الجميع من خلاله عن العجز عن استيعاب الموقف الاخير الذي روته ، لقد قبلت يدي وكأنها تطالبني بالرضا عنها وكيف لا وهي الابنة البارة الهادئة الحنونة المتسامحة الودودة البريئة الذكية الملتزمة بواجباتها الدينية والاجتماعية.
وعن تفاصيل مرضها الذي تم اكتشافه بعد عامين من ولادتها قال والدها انه فوجئ أثناء زيارته للسودان ان ابنته تعاني من ارتخاء بالصمام لا يتطلب علاجه تناول الأدوية موضحا أن ابنته كانت تعيش حياة طبيعية الى جانب ان الأسرة كانت ملتزمة بإجراء بمتابعة الحالة وذلك من خلال عمل (ايكو) مرة واحدة كل عامين.
وأضاف خلال السنتين الأخيرتين أكد الطبيب الذي نعاوده داخل الدولة ان المشكلة التي كانت تعاني منها ميثاء قد انتهت تماما موضحا أنه للتأكد من كلام الطبيب تم اجراء فحوصات خارج الدولة للطفلة وذلك قبيل شهرين حيث أكدت جميع الفحوصات أن قلب ميثاء سليم.
وقال الأب بكلمات تشع ايمانا بقضاء الله وقدره لقد شعرت أن ابنتي سترحل إلا انني كنت أحاول أن أكذب مشاعري أحيانا وأتجاهلها أحيانا أخرى فكيف لأب أن يتقبل رحيل فلذة كبده.
ومن جانبهن روت معلمات ميثاء بعض التفاصيل المتعلقة باليوم الذي تعرضت فيه الطالبة لتوقف القلب حيث أكدت الممرضة أن الطالبة بدأت تشتكي من ألم في البطن مع طابور الصباح ومن ثم بدأت الاعراض الأخرى تظهر عليها من تضيق في النفس وتم على الفور نقلها الى مستشفى العين الحكومي الذي سرعان ما قام بانعاش القلب الصغير.
أما فصل ميثاء ودرجها الذي بقي فارغا فقد تولت معلمة الفصل الاجابة على أسئلة زملائها الذين لم يستوعبوا فكرة رحيلها واكتفوا بقراءة الفاتحة عند بداية اليوم الدراسي والدعاء لها بالرحمة والمغفرة ولذويها بالصبر والسلوان.
الله يرحمك يا بنت عمي آمين يارب العالمين