قبيل أن ينتصف ليل الخميس أمس الأول هاتفني الصديق الفنان الكبير محمد وردي.. والاتصالات بيننا متصلة ليل نهار طوال اليوم..
بعد التحية.. والسلام والسؤال عن الأولاد.. طلب مني رقم هاتف الشاعر الكبير إسحق الحلنقي أشعر شعراء جيله.. قلت له إن شاء الله خير يا كمندان قال ألف خير.. وأكد لي أنه سيتصل بي لاحقاً.
وانتظرت قليلاً.. وأغلقت هاتفي ونمت. في صباح امس اتصل بي صديقي الشاعر الكبير الحلنقي.. وقال لي بعد أخذ وردي هاتفي منك اتصل بي.. وقال لي يا إسحق نحن ناس كبار.. وقدمنا لهذا الشعب العظيم أجمل الأغنيات لماذا نحرمه بخصام تسبب فيه أناس لا يعرفون عمق العلاقة ولا عمق المحبة التي بيننننا.. وهل تقبل يا إسحق ان تنتهي مسيرتنا التي قدمنا فيها أجمل الأغنيات للشعب السوداني العظيم وبقدر ما أنا محتاج لشعرك الرائع.. ليعود الفرح لهذا الشعب.. الذي من حقه ان يسمع غناء جيداً.. شعراً وأداءً وموسيقى.
وقال وردي للحلنقي انت تعرف مدى حبي لشعرك ولا يمكن بعد هذا المشوار الطويل من الإخاء والإبداع الصادق ان نختلف وأن نتفارق.
الحلنقي اخترق قلبه هذا الكلام الجميل والصادق من أعلى قمة فنية في بلادنا وقال لوردي هذه يد بيضاء لا استطيع ردها.. بل أتفق معك في كل ما ذكرته واعتبر أن الخلاف قد انتهى وسيبدأ مشوارنا من جديد وبوتائر أكثر سرعة وأكثر قوة.
لقد بادر وردي بكل ما يعرف عنه قوة وإبداع وكبرياء.. واتصل بصديق عمر ليطوي صفحة الخلاف التي دامت طويلاً.
ووردي لا يفعلها إلا للحلنقي والذين من أمثاله من المبدعين الحقيقيين.
وهذه فرصة طيبة.. أقول فيها لصديقي محمد وردي أرفع سماعة هاتفك.. وخاطب كل من بينك وبينه ذرة خلاف.. وانقطعت الصلة بينكما.. لأنني أعرف من يحبك.. وكنت حلقة وصل بينكما عندما كنت في أمريكا.. ولكنه مجروح من الفرعون.. والسبب أيضاً البعض.. ولا أصفه بغير البعض الذين لا يستطيعون ان يروا أحبة متناغمين وسعيدين بشكل دائم. فهلا فعلت الهرم الرابع وهكذا يكون تواضع الكبرياء الحقيقي والإنساني..