تتابعت منافسات كرة السلة للرجال في دورة الالعاب الاولمبية فأقيمت مباريات الجولة الثالثة من الدور الأول وتميزت بمتابعة الولايات المتحدة عروضها القوية فأسقطت اليونان الصعبة وثأرت منها لخسارتها أمامها في بطولة العالم العام 2006, فيما اجتاز أبطال العالم الإسبان المنتخب الألماني, وحقق الليتوانيون فوزهم الثالث على بطلة أوروبا روسيا التي لقيت خسارتها الثانية وبات وضعها دقيقاً, كما واصلت الأرجنتنين استفاقتها وأسقطت كرواتيا بعرض ونتيجة قويتين.
المجموعة الأولى
واصل المنتخب الأرجنتيني حامل اللقب صحوته وتخطى نظيره الكرواتي وصيف بطل اولمبياد برشلونة 1992 بسهولة بالتغلب عليه بسهولة تامة 77-53، فيما سطر المنتخب الليتواني، صاحب برونزيات 1992 و1996 و2000، فوزه الثالث على التوالي بإسقاطه نظيره الروسي بطل أوروبا بالفوز عليه 86-79.
الأرجنتين-كرواتيا
في المباراة الأولى، بدا المنتخب الأرجنتيني انه وضع خلفه تماما خسارته مباراته الأولى أمام ليتوانيا إذ حقق فوزه الثاني على التوالي بعد الأول على استراليا، وجاء بسهولة على منتخب فرض نفسه بقوة في انطلاق منافسات الدور الأول خصوصا بعد فوزه على روسيا، وذلك بعدما تألق لاعبو بطل أثينا 2004 من جميع المسافات (19 من 32 من داخل القوس و9 من 22 من خارجه و12 من 15 في الرميات الحرة)، مقابل تدني معدل نجاح تسديد منافسيهم من خارج القوس (3 تسديدات ناجحة من أصل 15 محاولة) رغم أن الثلاثيات تعتبر من ابرز نقاط قوة الكروات.
ليتوانيا- روسيا
وفي المباراة الثانية، حافظ المنتخب الليتواني على واقع أنه الوحيد الذي لم يهدر أي نقطة في هذه المجموعة وسطر فوزه الثالث على التوالي بعدما تخطى إيران واسقط الأرجنتين فعزز صدارته للمجموعة برصيد 6 نقاط وتأهل "نظريا" إلى الدور ربع النهائي، فيما أصبحت روسيا في وضع صعب بعدما منيت بهزيمتها الثانية على التوالي بعد الأولى أمام كرواتيا، مقابل فوز على إيران وأضحت بالتالي مطالبة بالفوز على استراليا السبت من أجل الإبقاء على حظوظها قبل أن تواجه الأرجنتين الاثنين المقبل في الجولة الأخيرة.
وكان التفوق تحت السلة مفتاح فوز ليتوانيا بعدما نجح لاعبوها في التقاط 48 متابعة، منها 13 هجومية، مقابل 34 لروسيا، 9 منها هجومية، كما تميزت الليتوانيون بالتسديدات البعيدة المدى (10 ثلاثيات).
وبرز في صفوف ليتوانيا، بطلة أوروبا أعوام 1937 و1939 و2003، ريمانتاس كوكيناس لاعب مونتيباتشي سيينا الايطالي بتسجيله 20 نقطة، وأضاف كل من راموناس سيسكاوسكاس والقائد ساروناس ياسيكيفيشيوس وكريستوف لافرينوفيتش 16 و12 و11 نقطة على التوالي، مع 7 متابعات للأول و5 للثاني مع 5 تمريرات حاسمة، فيما برز ليناس كليزا للاعب دنفر ناغتس وروبرتاس يافتوكاس لاعب دينامو موسكو دفاعيا بتحقيق الأول 11متابعة والثاني 9 متابعات.
أما من الناحية الروسية فكان الأميركي الأصل روبرت هولدن الأفضل برصيد 25 نقطة مع 5 تمريرات حاسمة، وأضاف القائد اندري كيريلنكو لاعب يوتا جاز 17 نقطة مع 6 متابعات و6 تمريرات حاسمة وفيكتور كريابا لاعب شيكاغو بولز 11 نقطة مع 9 متابعات.
أستراليا- إيران
وفي مباراة أخرى ضمن المجموعة ذاتها، اكتسح المنتخب الاسترالي نظيره الإيراني بطل آسيا وأنهى مغامرته الاولمبية بالفوز عليه 106-68.
وهذه الخسارة الثالثة لإيران التي تشارك في الاولمبياد للمرة الأولى منذ ستة عقود أي منذ اولمبياد 1948 في لندن، بعد الأولى أمام روسيا بطلة أوروبا والثانية أمام ليتوانيا، ففقدت رسميا أي أمل في المنافسة على إحدى البطاقات الأربع المؤهلة عن هذه المجموعة إلى ربع النهائي.
ونجح لاعبو استراليا جميعهم في التسجيل، منهم 5 فوق حاجز العشر نقاط وأبرزهم كان براد نيولي برصيد 24 نقطة مع 4 متابعات وأضاف صانع الألعاب المميز باتريك ميلز 15 نقطة مع 5 تمريرات حاسمة و4 متابعات، وكريس انستي 13 نقطة، فيما كان نصيب لاعب ارتكاز ميلووكي باكس اندرو بوغوت 10 نقاط و7 متابعات في 17 دقيقة.
أما في الجهة الإيرانية فكان القائد محمد نيخاه الأفضل برصيد 23 نقطة وأضاف كل من حميد إسلاميه والعملاق حميد اهدادي 15 نقطة مع 8 متابعات للأخير.
يذكر أن إيران تأهلت إلى بكين 2008 بعد فوزها بلقب بطلة آسيا لأول مرة في تاريخها اثر تغلبها على لبنان في المباراة النهائية للنسخة الرابعة والعشرين التي استضافتها مدينة توكوشيما اليابانية العام الماضي.
المجموعة الثانية
في المجموعة الثانية حقق "منتخب الأحلام" الأميركي ثأره من نظيره اليوناني وصيف بطل العالم بالفوز عليه بفارق 23 نقطة 92-69 وأصبح على مشارف حجز مقعده في الدور ربع النهائي مع المنتخب الإسباني بطل العالم الذي تغلب بدوره على نظيره الألماني بفارق 13 نقطة 72-59.
وكان المنتخب اليوناني قد أطاح بفريق المدرب مايك كرزيزوسكي من الدور نصف النهائي لمونديال اليابان 2006 بالفوز عليه 101-95 في طريقه إلى المباراة النهائية حيث خسر أمام إسبانيا.
الولايات المتحدة-اليونان
نجح الأميركيون في استرداد اعتبارهم مسطرين فوزهم الثالث على التوالي فرفعوا رصيدهم إلى 6 نقاط في الصدارة بفارق السلات عن إسبانيا لتكون مباراة السبت بين المنتخبين قمة بكل ما للكلمة من معنى وسيتحدد خلالها على الأرجح بطل المجموعة، علماً بأن المنتخبين قد تأهلا "نظريا" إلى ربع النهائي وهما سيؤكدان هذا التأهل السبت حتى بالنسبة للخاسر وذلك استنادا إلى نتيجتي المباراتين الأخريين.
ولم يكن المنتخب اليوناني خصماً سهلاً على الإطلاق في بداية اللقاء بل أنه نجح في فرض نفسه وتقدم 13-9 بعدما اعتمد مدربه الفذ بانايوتيس ياناكيس دفاعاً ضاغطاً أزعج الأميركيين لدقائق معدودة قبل أن يتأقلموا على طريقة لعب منافسيهم فاستعادوا المبادرة بقيادة الثنائي كريس بول ودواين وايد وأنهوا هذا الربع في المقدمة 20-16.
وتجاوز 4 من لاعبي المنتخب الأميركي حاجز العشر نقاط فسجل كل من براينت وبوش 18 نقطة وأضاف وايد الذي كان أفضل هدافي المنتخب في المباراتين السابقتين، 17 نقطة وجيمس 13.
أما من جهة اليونان التي منيت بهزيمتها الثانية مقابل فوز، فكان ثيو بابالوكاس لاعب سسكا موسكو الروسي الأفضل برصيد 15 نقطة وأضاف فاسيليس سبانوليس بطل الدوري الأوروبي مع باناثينايكوس 14 نقطة.
إسبانيا-ألمانيا
وفي المباراة الثانية، واصل المنتخب الإسباني عروضه القوية وسجل فوزه الثالث أيضا وجاء هذه المرة على حساب جاره الأوروبي المنتخب الألماني الذي أصبح مجبرا على الفوز السبت على الصين ليبقي على آماله لمواصلة مشواره في أول مشاركة أولمبية له منذ برشلونة 1992, خصوصا أنه تنتظره مباراة صعبة أمام "منتخب الأحلام" في الجولة الخامسة الأخيرة الاثنين المقبل.
وكان المنتخب الإسباني الذي حل ثانيا في بطولة أوروبا العام الماضي خلف روسيا، قد فاز في مباراته الأولى على نظيره اليوناني في إعادة لنهائي مونديال اليابان 2006، ثم تخطى الصين المضيفة بصعوبة بعد التمديد.
وكانت المتابعات مفتاح فوز الأسبان على الألمان، حيث نجح لاعبو المدرب اليخاندرو "ايتو" غارسيا رينيسيس في فرض سيطرتهم تحت السلة بتحقيقهم 41 متابعة، منها 14 هجومية، مقابل 30 لمنافسيهم الذين كانوا أفضل بنسبة التسجيل من داخل القوس حيث نجحوا في 15 تسديدة من 27 محاولة أي بنسبة 56 بالمئة، مقابل 15 من 40 محاولة للإسبان أي بنسبة 38 بالمئة، إلا أنهم ارتكبوا العديد من الأخطاء ليفرطوا بالتقدم الذي حققوه في الربع الأول الذي كان لمصلحتهم 15-12.
وتألق إسبانياً الثلاثي خوسيه مانويل كالديرون لاعب تورونتو رابتورز الاميركي والبديل اليكس مومبرو لاعب ريال مدريد ونجم المنتخب باو غاسول لاعب لوس انجليس ليكرز الأميركي، إذ سجل الأول 15 نقطة والثاني 14والثالث 13 مع 5 متابعات و3 تمريرات حاسمة.
أما من الجهة الألمانية فكان شتيفان هامان الأفضل برصيد 15 نقطة، فيما اكتفى نجم دالاس مافريكس نوفيتسكي ولاعب لوس انجليس كليبرز كريس كايمان بـ11 و8 نقاط على التوالي مع 10 متابعات للثاني.
وأكد كالديرون الذي يعرف كالشقيقين باو (لوس انجليس ليكرز) ومارك غاسول (ممفيس غريزليز) ورودي فرنانديز (بورتلاند ترايل بلايزرز) وخورخي غارباخوزا (تورونتو سابقا) وخوان كارلوس نافارو (ممفيس سابقا) نجوم المنتخب الأميركي جيداً، أن منتخب بلاده لن يغير طريقة لعبه على الإطلاق أمام الأميركيين، مضيفا: "الأمر الوحيد الذي يميزنا عنهم هو أننا لا نلعب تحت الضغط وبالتالي بإمكاننا أن نكون أذكى منهم والتغلب عليهم".
الصين-أنغولا
وفي مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها، أنعش المنتخب الصيني المضيف آماله في التأهل إلى ربع النهائي للمرة الثالثة بعد اتلانتا 1996 عندما خرج على يد يوغوسلافيا الوصيفة حينها (61-128) وأثينا 2004 حيث خسر أمام ليتوانيا (75-95)، وذلك بتحقيقه فوزه الأول وجاء على حساب انغولا بطلة أفريقيا 85-68 بفضل تألق عملاق هيوستن روكتس ياو مينغ الذي أصبح أول لاعب يسجل حتى الآن 30 نقطة وهو نجح أيضا بـ7 متابعات و4 اعتراضات دفاعية "بلوك" و3 تمريرات حاسمة.
وكانت الصين التي تخوض مغامرتها الأولمبية السابعة (الأولى في لوس انجليس 1984)، في المجموعة ذاتها مع انغولا والولايات المتحدة أيضا خلال أولمبياد 1996 وفازت على الأولى وخسرت أمام الثانية وتأهلت إلى ربع النهائي مع الولايات المتحدة وليتوانيا وكرواتيا، فيما خرجت الأرجنتين وانغولا.
فيما كان غوميز أفضل لاعبي انغولا برصيد 17 نقطة وأضاف موراييس 13 وادواردو مينغاس 11 نقطة.
ولا تزال انغولا تملك آمالا حسابية ضئيلة جدا لكن عليها أن تفوز في مباراتيها المقبلتين أمام اليونان وإسبانيا ومن ثم الأمل بأن تصب نتائج المباريات الأخرى في مصلحتها لكي تحقق هذا الأمر الذي يبدو مستبعدا كثيرا.