طوكيو- يعول صناع السيارات في اليابان الذين يعانون من الارتفاع الكبير في أسعار المعادن النفيسة على أنواع معرفة جديدة منها تكنولوجيا "النانو" في تنقية عادم السيارات بدلا من البلاتين والمعادن النفيسة الاخرى المرتبطة به.
ويستخدم صناع السيارات البلاتين والبلاديوم والروديوم بكميات مختلفة في محفزات لتنقية العادم من أول أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة.
ورغم أنهم لا يستخدمون سوى بضعة غرامات فقط من هذه المعادن النفيسة في كل سيارة بالمقارنة مع نحو 900 كيلوغرام من الصلب فان ارتفاع الأسعار جعل تكلفة كل سيارة من مجموعة المعادن البلاتينية تصل الى 200 دولار.
ومع بيع نحو 55 مليون سيارة سنويا على مستوى العالم تصل قيمة المعادن النفيسة المستخدمة فيها إجمالا إلى نحو عشرة بلايين دولار.
وبسبب تشديد القوانين المتعلقة بالانبعاثات الضارة بالبيئة زاد استهلاك البلاتين في صناعة السيارات العام الماضي بنسبة تزيد على 8% ليبلغ نحو 60% من الطلب الإجمالي على المعدن الذي يستخدم كذلك في صناعة الحلي.
وزادت أسعار البلاتين إلى مثليها في العامين الماضيين وارتفعت بنسبة 50% منذ بداية عام 2008 الى مستوى قياسي بلغ 2290 دولارا للاوقية في أوائل اذار (مارس) فيما يرجع أساسا الى نقص في الامدادات من جنوب افريقيا أحد أكبر موردي المعدن.
وارتفعت كذلك قيم معادن أخرى مثل البلاديوم والروديوم.
وسعى صناع السيارات اليابانيون لتقليل أثر ارتفاع الأسعار باستبدال البلاتين بالبلاديوم والروديوم الأرخص سعرا والارتباط بعقود توريد طويلة الأجل.
لكن مع محدودية التحوط المالي لتجنب ارتفاع الأسعار يتركز العمل على تطوير أساليب لاستخدام كميات أقل أو حتى الاستغناء تماما عن المعادن النفيسة. وثمار هذه الجهود من المتوقع أن تظهر قريبا.
فقد طورت نيسان موتور محفزا للسيارات التي تعمل بالبنزين يخفض الى النصف استخدام مكونات المعادن النفيسة بتطبيق تكنولوجيا النانو.
وتكنولوجيا النانو التي تعتمد على استخدام جزيئات متناهية الصغر مثل بضعة اجزاء من بليون جزء من المتر تمنع الجزيئات الدقيقة من المعدن من الترسب داخل المحفز مما يمكن من استخدام كميات أقل من المعادن لتنقية العادم.
وستبدأ نيسان التي تعتزم تبادل هذه التكنولوجيا مع شريكتها الأوروبية رينو في تطبيقها أوائل العام المقبل على جميع الطرز الجديدة التي تعمل بالبنزين.
وقال جوجي تاجاوا نائب رئيس الشركة المسؤول عن الشؤون المالية ان نيسان أحجمت عن شراء البلاتين بعقد اجل هذا العام.
كما توصلت مازدا موتور التي تملك فورد موتور ثلثها الى انجاز مماثل باستخدام تكنولوجيا النانو التي تمكنها من خفض استخدام البلاتين والبلاديوم بنحو 90%. ولم تحدد مازدا متى ستبدأ في استخدام هذه التكنولوجيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة هوندا موتور تاكيو فوكوي ان هناك تكنولوجيا وان لم تصل الى حد الكمال بعد تمكن من الاستغناء بالكامل عن المعادن النفيسة. واستخدمت هوندا مجموعة من الاملاح الطبيعية تحمل اسم البيروفسكايت في نسخ سابقة من سيارة فان صغيرة تباع أساسا في اليابان لكنها تخلت عنها بسبب مشكلات تتعلق بالقدرة على التحمل.
وقال "كانت ارخص بكثير من المعادن النفيسة لكنها صعبة من حيث قدرتها على التحمل، لكننا نجري جميع التجارب لاختبار تكنولوجيا مثل هذه".
وقالت شركة ميتسوي اليابانية للتعدين والصهر الشهر الماضي انها تسعى لبدء الانتاج التجاري خلال ثلاث سنوات لمحفز جديد يستخدم الفضة بدلا من البلاتين في المركبات التي تعمل بوقود الديزل ويقل ثمن الفضة عن البلاتين بنحو الفي دولار للاوقية.
وقد تتوصل دايهاتسو موتور وحدة تويوتا لانتاج السيارات الصغيرة إلى تطوير سيارة تعمل بخلايا وقود خالية من البلاتين بعد أن قالت العام الماضي أنها وجدت سبيلا لاستخدام معادن أقل تكلفة مثل الكوبلت والنيكل. والسيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية التي يجري تطويرها حاليا تستخدم ما يقدر بنحو مائة غرام من البلاتين وتتكلف آلاف الدولارات لفصل البروتونات عن الالكترونات في ذرة الهيدروجين.
ويخفض كذلك انتشار السيارات التي تعمل بمحرك مزدوج استخدام المعادن البلاتينية.
وقال نائب رئيس تويوتا تاكيشي يوتشيامادا ان السيارات التي تعمل بالبنزين والكهرباء معا تستخدم بلاتينا أقل من السيارات التي تعمل بالبنزين فقط لانها تخرج عوادم أقل. والانبعاثات الضارة تخرج بدرجة أكبر أثناء اسراع السيارات التي تعمل بالبنزين في حين أن السيارات ذات المحرك المزدوج تستخدم محركا كهربائيا الى جانب المحرك العادي أثناء سيرها.
وتتوقع تويوتا وهوندا أن يكون عشر سياراتهما بمحركات مزدوجة بحلول منتصف عام 2010.
ومع ذلك يقول يوتشيامادا أن خفض استخدام البلاتين في المحركات المزدوجة يعوض بعض الشيء باستخدام مادة نيوديميم وهي من الموارد الطبيعية النادرة التي تستخرج أساسا من الصين في السيارات التي تعمل بمحركات مزدوجة مما يثير مرة أخرى الحاجة لإيجاد حل شامل لمشكلة استخدام الموارد الطبيعية النادرة.
وقال "أنّ مسألة المعادن النادرة والمواد الطبيعية النادرة ستصبح مصدر إزعاج كبير لقطاع الصناعة، وبالنظر إلى نمو الطلب نجد أن الحل في نهاية الأمر يجب أن يكون التخلص من استخدام المعادن النفيسة.